[color=black][size=18][center] الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد .. فان امل كل منا ان يصل بنفسه ومن حوله الى درجة قريبة من الكمال
فيامل كل منا ان يكون سليم العقيدة صحيح العبادة مثقف الفكر قوى الجسم متين الخلق قادرا على الكسب مجاهدا لنفسه حريصا على
وقته منظما فى شئونه نافعا لغيره .
ولكن اغلبنا لم يستطع ان يصل الى هذه الدرجة لانه لم يجد على الحق اعوانا خلاف ما كان عليه صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
فلقد كان حرصهم على استكمال نواقصهم الذاتية يوازى حرصهم على تبليغ ما عندهم من خير لانهم حافظوا على قول الرسول :
لئن يهدى الله على يديك رجلا واحدا خير مما طلعت عليه الشمس .
ولانهم تعلموا ان انتشال فرد واحد من براثن الجاهلية ووضعه فى كافة الاسلام يعد بمثابة اختلال فى ميزان القوى بين الاسلام
والجاهلية . فاغلب العشرة المبشرين بالجنة دخلوا الاسلام بدعوة ابى بكر وكثير من الصحابة دفن خارج الجزيرة العربية
لانهم انتشروا فى الارض يدعون الى الله .
ولم يمنع بعضهم عن القيام بواجب الدعوة الى الله قلةعلمهم لانهم سمعوا رسول الله يقول : من دعا الى هدى كان له من الاجر
مثل اجور من تلعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا ومن دعا بضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص منه شيئا
فعلموا ان ثواب الدعوة الى الله ثواب كثير لا ينقطع بتوقف الداعى او موته .
لذلك ينبغى على كل من اراد ان يحذو حذو هؤلاء الرجال ان يكون حريصة على الدعوة الى الله موازيا لحرصه على
اصلاح نفسه مصداقا لقوله تعالى ( ومن احسن قولا من دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين )
وللدعوة الى الله فقها واسعا ينبغى ان يلم به كل داعيه قبل سيره فى طريق الدعوة حتى يسير على هدى فلا يتردد ولا يتخبط
ولذلك اخوانى الكرام سنلقى الضوء على بعض معالم طريق الدعوة الى الله عساها ان تنفع كل مسلم يريد ان يبدا هذا الطريق
وسنكمل الموضوع ان شاء الله المرة القادمة .......... وجزاكم الله خيرا